
«ديلينجر» نحو مستقبل مستدام عبر الابتكار لإنتاج الحديد الصلب

الريادة في تحقيق التحول الأخضر في قطاع صناعة الصلب.
تعتبر شركة «ديلينجر» إحدى الشركات الرائدة في مجال إنتاج الحديد الصلب، والتي تولي الممارسات المتعلقة بالاستدامة والبيئة اهتمامًا كبيرًا، وتلتزم الشركة بتبني الإجراءات والتقنيات الصديقة للبيئة بإرث يمتد لأكثر من ثلاثة قرون من النمو والابتكار، بهدف تقليل بصمتها البيئية وتحسين أدائها التشغيلي.
في مقابلة خاصة مع «ذا زون»، شارك بولين باريخ، المدير العام لديلينجر في الشرق الأوسط، رؤيته حول عمليات الشركة ومساعيها للوصول إلى صافي انبعاثات صفري بين عامي 2045 و 2050.
ما هي الخطوات التي تتخذها شركة «ديلينجر» لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول العام 2050؟
تشمل خططنا الطموحة لتبني الاستدامة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050، مجموعة من التدابير للتحول الاستراتيجي في عملياتنا واستبدال الأفران والمصانع القديمة بتقنيات جديدة ومتقدمة، وسيتم استخدام الهيدروجين في عمليات الصهر وتكرير الحديد ليسهم في تقليل الانبعاثات، من خلال تبني التنقية المباشرة للحديد (DRI) والتي ستعمل بدورها على تحويل خام الحديد إلى الحديد الصلب، ما سيقلل من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون بشكل كبير، كما سيتم استخدام أفران الصهر الكهربائي (EAFs) والتي تعتبر إحدى التقنيات الصديقة للبيئة لصهر الحديد، ويتم تشغيلها بالكهرباء بدلاً من الوقود التقليدي.
وتعتمد هذه التقنيات على مصادر طاقة نظيفة مثل الهيدروجين الأخضر والكهرباء المتجددة بدلاً من الوقود الكربوني التقليدي؛ للتقليل بشكل كبير من انبعاثات الكربون لعمليات الإنتاج، ويساعد على التحول الاستراتيجي نحو استخدام مزيج من مصادر الطاقة الأكثر صداقة للبيئة. ونخطط لدمج الغازات الغنية بالهيدروجين في عمليات أفران الصهر الخاصة بنا، بشكل تدريجي، إذ يمثل الهيدروجين بديلًا نظيفًا للوقود التقليدي عالي الكربون.
ويضم مشروع التحول الأخضر لدينا مراحل عديدة، تشمل تأسيس مصنع التنقية المباشرة للحديد DRI بسعة 2.5 مليون طن في ديلينجن بألمانيا بحلول العام 2030، كما نسعى إلى تأسيس اثنين من أفران الصهر الكهربائي (EAFs) بسعة تقريبية تبلغ 3.5 مليون طن من الحديد الصلب سنويًا بحلول العام 2030، وسيتم تعزيز تلك المرافق بفرن صهر كهربائي ثالث بسعة إنتاج تبلغ حوالي 1.2 مليون طن من الصلب المصهور بحلول العام 2045.
ووفق خطتنا الاستراتيجية، نطمح إلى خفض 60٪ على الأقل من انبعاثات الكربون بحلول العام 2030، كما نسعى إلى تحقيق خفض أكبر ليصل إلى 80٪ بحد أقصى بحلول العام 2045. تماشيًا مع التزامنا الأشمل بإنتاج «الصلب الأخضر»، وهو عملية تصنيع تقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية لصناعتنا.
ونحتاج خلال مسيرتنا نحو التحول الأخضر إلى كميات كبيرة من الموارد، فنحن نُقدّر أن يصل استهلاكنا للهيدروجين بين 2.7 تيرا واط في الساعة و 6.4 تيرا واط في الساعة، (ما يعادل 150 ألف طن من الهيدروجين) حسب مراحل المشروع، لذا سيتم استخدام كميات كبيرة من الحديد المعاد تدويره بدلًا من خام الحديد لإنتاج الصلب الأخضر وتحقيق المزيد من الاستدامة.
وتعزز كل تلك الجهود التزامنا بالمسؤولية البيئية؛ إذ لا نكتفي بالامتثال للقوانين والأنظمة البيئية الألمانية والأوروبية فقط، بل نتجاوزها بمراحل عديدة عبر تخصيص استثمارات كبرى؛ ومنها على سبيل المثال قيامنا حاليًا بإنشاء هيكل لمستوعب إضافي ضمن مصنع الصلب بهدف تقليل انبعاثات الغبار، كما نستخدم الغاز الناتج عن عادم التهوية للفرن بشكل مبتكر لتوليد الكهرباء، ما يعكس التزام الشركة القوي بالممارسات المستدامة.
ما هي أهم المزايا التي تقدمها المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) لتسهيل أعمالكم؟
تمتد شراكتنا مع جافزا لأكثر من 24 عامًا، وخلال هذه الفترة، تمكنّا من بناء علاقة متينة ومتبادلة تُعدّ من أهم ركائز نجاحنا؛ حيث قدمت لنا جافزا دعمًا مستدامًا عبر العقدين الماضيين، من خلال توفير مساحات الأراضي الإضافية والمرافق الحيوية الداعمة لعمليات التصنيع.
أما على صعيد الخدمات اللوجستية، فنحن نستفيد من تقديم الخدمات الفعّالة من جافزا والتي يتم إنجازها في الوقت المناسب، لتيسير عمليات التخليص الجمركي، ونقل البضائع بكفاءة عالية، اعتمادًا على منصات جافزا الذكية، وخدمات دي بي ورلد اللوجستية النوعية، ما يدعم انتشار أعمالنا التجارية على مستوى المنطقة والعالم.
فمنشآتنا في جافزا تنتج نحو 25 ألف طن من الحديد الصلب، ونمتلك ثلاث رافعات مغناطيسية تساعد على تسهيل مناولة ألواح الحديد الصلب داخل مستودعاتنا بشكل كبير وفعّال، والتي يتم تحميلها على شاحنات مسطحة وحاويات خاصة. وتمثل قدرتنا على التعامل بكفاءة مع ألواح الصلب التي تتفاوت أوزانها من طن واحد إلى 28 طن، ميزة استثنائية لخفض التكاليف التي يتحملها عملاؤنا.