
ما الذي يجعل دبي بوابة الشركات الغذائية في المنطقة؟

مع ارتفاع الطلب العالمي على الغذاء واعتماد دول مجلس التعاون الخليجي على الواردات لتلبية 80% من احتياجاتها الغذائية، تزداد الضغوط لضمان الأمن الغذائي – وهنا تأخذ دبي زمام المبادرة.
تمر 75% من واردات الإمارات العربية المتحدة من الأغذية والمشروبات عبر دبي، ومع تزايد عدد السكان – الذي من المتوقع أن يصل إلى 7.8 مليون نسمة بحلول عام 2040، أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي في التجارة الغذائية على رأس الأولويات.
بالإضافة إلى بنيتها التحتية المحلية، فإن الموقع الاستراتيجي لمدينة دبي واتفاقياتها التجارية يعززان موقعها كمركز عالمي للأغذية والمشروبات.
وقّعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPAs) مع أكثر من 24 دولة. تفتح هذه الاتفاقيات الوصول إلى تجارة معفاة من الرسوم الجمركية مع أكثر من 25% من سكان العالم، مما يضمن بقاء دبي لاعباً رئيسياً في تجارة الغذاء العالمية.
كما تلعب البنية التحتية لإمارة دبي دوراً محورياً في مكانتها كمركز تجاري. فهي توفر شبكة لوجستية سلسة وموقعاً استراتيجياً يربط المنطقة بالأسواق الدولية. وتضم ميناء جبل علي، أكبر موانئ الشرق الأوسط، والذي يتولى 73% من تجارة الإمارات العربية المتحدة من الأغذية والمشروبات من حيث القيمة، ويربط الشركات بأكثر من 150 ميناءً حول العالم، مما يضمن تجارة أغذية سلسة عبر العالم.
وتعكس المبادرات المدعومة من الحكومة التزام دبي بالابتكار والنمو المستدام أيضاً، مثل استراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2051، التي تهدف إلى مضاعفة إنتاج البلاد من الغذاء ثلاث مرات بحلول عام 2030 وتقليل اعتمادها على الواردات.
وفي قلب هذا النظام التجاري تقع المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»، التي تضم أكثر من 760 شركة تعمل في قطاع الأغذية والمشروبات، وتعد محركاً رئيسياً لقطاع التجارة الغذائية المتنامي في دبي، والذي شهد نمواً سنوياً بنسبة 12% على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي العام الماضي، وقّعت المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» اتفاقيات بارزة لتوفير مرافق متخصصة في سلسلة التبريد الحيوية لصناعة السلع القابلة للتلف التي تدعم الأمن الغذائي العالمي. وعلى هامش فعاليات معرض «جلفود» هذا العام، رحبت المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» بالعديد من العلامات التجارية العالمية في قطاع الأغذية والمشروبات لإقامة عملياتها في دبي، حيث قدّمت بنية تحتية متخصصة للسلع الزراعية، والوجبات الخفيفة والمشروبات، والتوابل – مما يعزز الأمن الغذائي ويعزز موقع دبي كمركز عالمي لتصنيع الأغذية والمشروبات، وتوريدها، وتجهيزها، وتعبئتها.
كذلك، تستعد دبي لاستقبال أكبر مركز لوجستي في العالم للأغذية والفواكه والخضروات، الذي يتم تطويره بواسطة موانئ دبي العالمية. وسيخدم جميع أجزاء سلسلة القيمة الغذائية، بما في ذلك سلسلة التبريد والبنية التحتية المخصصة لكل فئة، والتي تلبي احتياجات منتجي الأغذية، والمجهزين، والموزعين، وتجار الجملة حول العالم.
ومن المشاريع الرئيسية الأخرى منشأة المحطات الزراعية التي تبلغ مساحتها 100,000 متر مربع في ميناء جبل علي، والتي ستكون أكبر منشأة متعددة المستأجرين في المدينة لتجهيز وتخزين المنتجات الزراعية، ومن المتوقع أن تحقق أكثر من 1.2 مليار درهم من التجارة الدولية الجديدة للإمارات العربية المتحدة.
مع تحول التجارة نحو الاستدامة والكفاءة، هل شركتك مستعدة للاستفادة من إمكانيات دبي؟ حان الوقت الآن لاستكشاف الفرص الجديدة في المنطقة.